No 1 of 1
Q1. هناك الكثير من التناقض بين المؤمن الحق والعلمانيّ المتطرف. فالمؤمن الحقّ تتطابق أقوالهُ مع أفعاله ويعتبرُ الكذب وصمة عار على جبينه لأنّ شعاره هو أن يكون مصدر نفع لا ينضب ومثالاً يُحتذى للآخرين. المؤمنُ الحق هو من يناصر المظلومين ولا يتملّقُ أصحاب النفوذ ولا يكونُ انتهازيّاً يصطادُ في الماءِ العكرْ لتحقيق مآربه الشخصيّة، ذلك أنه يشعر دائماً أنّ الله يراقبهُ وأنّ أيّ خطأ ارتُكبَ مع سبق الإصرار سيُحاسبُ عليه. أما العلمانيون فيُقسّمون إلى قسمين . القسم الأوّل طَوّر سلوكاً يتفق مع المنطق والحسّ السّليم، في حين أن القسم الثّاني يتبنّى المبدأ الذّرائعيّ الّذي يقولُ الغايةُ تبررُ الوسيلةَ ( الواسطة). النّاس الذين يعتنقون هذه العقيدة ينتهكون القوانين والأعراف وهمّهم الوحيد هو إرضاء أنانيتهم و ولَعِهم بالسّيطرة على الآخرين. هؤلاء لا يدّخرون وسعاً في نسجِ الأكاذيب والمؤامرات بغية التمويه على مساعيهم الشيطانية لتحقيق طموحاتهم الرخيصة. هؤلاء على استعدادٍ للتظاهر بالتقوى والورع إذا ما كان هذا السبيل الوحيد لإرواء ظمأهم في الحصول على المال والشهوة، ويستخفون بمعاناة ضحاياهم لأن لعابهم يسيل لتحقيق مكاسب عابرة. من هنا أتى هذا التناقض الحاد بين المؤمنين والعلمانيين المتطرفين بحيث أصبح من المستحيل تلاقي وجهات نظرهم. فالخلافُ يكمن في أن ضمير المؤمن الحق يقظٌ دائماً، في حين أن ضمير القسم الثاني من العلمانيين في حالةِ احتضارٍ دائم. والمؤمن الحق لا يتردد في الاعتذار عن أيّ خطأ ارتكبهُ لأنهُ يؤمن أن الخطأ لا يتجزأُ عن طبيعة الإنسان وأن العصمةَ لله وحده، في حين أنّ القسم الثاني من العلمانيين لا يقرّ بخطأ ويلجئون إلى الهروب إلى الأمام عندما يُحشرون في زاوية. هؤلاءِ يعانون من أمراضٍ نفسيّة من بينها جنون العظمة والتعنّت وضيق الأفق والطمح المُفرط.
Result