Semester Forth Year - Second Semester
Subject نصوص ترجمة عامة
Quiz ترجمة عامة-النص4
Full Grade No grade for this quiz
60
1
No 1 of 1
Q1. العرب في إسبانيا
 أرسى العرب في إسبانيا دعائم حضارة راسخة، مازالت تجلياتها مثار إعجاب لكثير من الناس حتى يومنا الحالي. فقد
برع العرب في ميادين الطب والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع والهندسة المعمارية، وأصبحت إنجازاتهم مصدراً لا ينضب من التنوير والإلهام، وعلى وجه الخصوص الشعوب الأوروبية في وقت كانت فيه أوروبا تغط في سبات عميق إبان العصور الوسطى. ففي مجال الهندسة المعمارية مازال قصر الحمراء واحداً من أعاجيب البناء الذي يستقطب آلاف السياح كل عام، ويستثير الكثير من الاستطلاع من قبل المهندسين المعماريين المعاصرين. وفي مجال الفلسفة تعتبر دراسات وأبحاث ابن رشد مصدر إلهام للفلاسفة، حيث عزز أسس المنطق والمحاسبة العقلية. أما في مجال عام الاجتماع فتعتبر مقدمة ابن خلدون إحدى روائع علم الاجتماع، حيث تمكن هذا العالم من تشخيص مراحل نشوء الدولة وانحدارها وأفول نجمها، بحيث أصبحت نظريته قابلة للتطبيق بغض النظر عن الزمان والمكان. كما أصبحت مرجعاً لكل من يود الغوص في هذا المجال. وفي مجال الأدب كان لجمال الطبيعة الساحرة العامل الأكبر في تفجير مواهب الشعراء الذين أنتجوا العديد من الروائع الشعرية التي مازالت تُدرَس وتُدرَس في وقتنا الحاضر. وفي هذا السياق يبرز بيت من الشعر ولا أروع لابن هانئ الأندلسي حيث يقول: ألؤلؤ دمع هذا الغيث أم نقطُ ما كان أحسنه لو كان يُلتَقطُ لكن الخلافات التي دبت في صفوف حكام المقاطعات أدت إلى تفكك الدولة وانهيارها وأفسحت المجال لقوات فيرديناند وإيازبيلا الذين استغلوا الشرخ الكبير في صفوف العرب وضربوا بعض الأمراء ببعضهم، وتمكنوا في نهاية المطاف من طرد العرب من إسبانيا، بعد أن حكموا هذه البلاد لمدة ثمانمائة عام. وعند اندحار العرب، أقام هؤلاء محاكم التفتيش التي مارست جرائم لا تحصى، وهجرت كثيراً من السكان العرب، وعملت على طمس المعالم العربية في إسبانيا. جسد الشاعر أبو البقاء الرندي هذه المأساة في قصيدة يقول فيها : لكل شيء اذا ما تمَ نقصانُ فلا يُغَرُ بطيب العيش إنسانُ تلك المصيبة أنسَت من تقدَّمها وليس لها مع طول الدهر نسيان.

Result