No 1 of 1
Q1. توماس غراي
كان توماس غراي يحنُ إلى ذكرياته ويودُ لو أن عجلةَ الزمن تعودُ به إلى الوراء ، ربما عادت به أيضاً إلى ماضيه الحزين الذي داق مرارته وهوصبي وحياته العائلية التي كانت تغصُ بالبؤس والتي ظلَت تلقي ظلالاً معتمة على بغض قصائده. وتذكرُه بالألم الذي تنطوي عليه الحياة الإنسانية، الأمر الذي جَعَلهُ يفقد، وهو بعد غلامٌ يافع، إيمانه بالحياة.و إذ ذاك لجأ إلى صومعةٍ أكاديمية منذ أن تفتحت عيناه على معنى الوجود و انزوى في عزلةٍ أشبه بعزلة النَساك علَه يجد فيها ملاذاً من عالمٍ يهيُبه ويخشاه ولكنَه لم بجد طعماً لعالم العزلةِ ذاك. وبدلاً من أن يثور عليه ، تقوقع فيه وراح ينسجُ من همومهِ الملل ومن دراسته السَأم متخبطاً بين جولات الفكر وشطحات الخيال. وهكذا تعاقبت السُنونُ عليه، كل عام يلِدُ له مشروعاً جديداً فيقتلهُ السَأمُ في المهد، وهو إذ يحاول أن يجد بين أصدقائه ملاذاً من مثل هذه الحياة ، فإنه بعد لحظات ،من النشوة العابرة يعودُ منكفئاً على نفسه ، فالصديق سرعان ما يجرفه خِضَمُ الحياة. لقد أقفرت الحياةُ حتى من الصديق ، فما بها بارقةٌ من أملٍ في إشراقةٍ من السَعادة ، وحتَى إذا أفلتت من يدِ القدر ابتسامةٌ من الزمن سرعان ما تختفي لتخلِف في أعقابها حسرات وآهات .
Result